صحي
تأثير المشروبات المحلاة بالسكر على الوفيات: أزمة صحية عالمية
2025-01-11
كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة مباشرة بين استهلاك المشروبات السكرية وزيادة معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب والسكري. يشير الخبراء إلى أن هذه القضية تمثل تهديدًا صحيًا خطيرًا يتطلب اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة.
أزمّة صحية تستدعي التدخل الفوري لمنع الكارثة
الدراسات العالمية ونتائجها المقلقة
في ضوء البيانات التي تم جمعها من 184 دولة، أشارت الدراسة الحديثة التي نُشرت في مجلة Nature Medicine إلى أن المشروبات السكرية قد تتسبب في أكثر من 330 ألف حالة وفاة سنويًا. هذا العدد الكبير يشمل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني. الباحثون قاموا بتحليل سلسلة من الدراسات الرصدية والعشوائية لتقييم الأثر الصحي لهذه المشروبات.يشدد الدكتور داريوش مظفريان، طبيب القلب ومدير معهد “الغذاء هو الطب” في جامعة تافتس، على أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات بل هي مؤشرات واضحة على وجود أزمة صحية حقيقية تتطلب حلولًا سريعة وفعالة. في المناطق مثل أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث تسجل أعلى معدلات الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالمشروبات السكرية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تسجل معظم حالات مرض السكري من النوع الثاني، فإن الحاجة للتدخل أصبحت أكثر إلحاحًا.فهم الآليات البيولوجية للتأثير السلبي
رغم أن الدراسة لم تقم بتجربة سلوكية أو تدخلية ضد مجموعة مراقبة، فقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة واضحة بين المشروبات السكرية وأثارها الصحية السلبية. توبي سميثسون، اختصاصية تغذية مسجلة وزميلة أكاديمية التغذية وعلم التغذية، توضح أن المشروبات السكرية تحتوي على ما يسمى بـ "السعرات الحرارية الفارغة"، وهي سعرات حرارية لا تقدم أي فوائد غذائية وتؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم بشكل سريع.تضيف سميثسون أن السكريات السائلة يتم امتصاصها بسرعة أكبر في الجهاز الهضمي مقارنة بالأطعمة الصلبة، مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم. هذا التأثير يمكن أن يكون أكثر ضررًا من السكريات الموجودة في الحلويات أو الأطعمة الحلوة الأخرى. كما أن هذه السكريات السائلة لا تشعر الشخص بالشبع لفترة طويلة، مما قد يؤدي إلى خلل في تنظيم الشهية واستهلاك الكثير من السعرات الحرارية دون شعور بالامتلاء.الحلول البديلة وأهميتها
هل تعتبر المحليات البديلة حلاً؟ يرى مظفريان أنها ربما تكون أفضل لكنها ليست الحل الأمثل. يشير إلى أن الأبحاث المتزايدة تظهر أن المحليات الطبيعية والصناعية منخفضة السعرات الحرارية قد تكون ضارة وقد تسبب أضرارًا صحية. لذلك يجب اعتبارها بديلًا قصير المدى وأقل ضررًا وليس حلًا طويل المدى.بدلاً من ذلك، ينصح مظفريان بالتحول إلى المشروبات غير المحلاة تمامًا، مثل المياه الغازية، أو الشاي أو القهوة غير المحلاة، أو الماء العادي فقط. تؤكد سميثسون على أهمية الترطيب في إدارة ضغط الدم، والسكر في الدم، ودرجة الحرارة الداخلية والهضم. وتشير إلى أن أفضل مشروب مرطب هو الماء. إذا كان الشخص لا يحب الماء العادي، فيمكنه تناول مشروبه من خلال شرب الماء المدمج بشرائح الليمون، أو الحامض، أو الأعشاب الطازجة، أو استخدام المياه الفوارة التي لا تحتوي على سكر مضاف.استراتيجيات فعالة لمواجهة الأزمة
لقد حان الوقت للانتباه إلى المعاناة المأساوية التي يمكن الوقاية منها واتخاذ الإجراءات ذات الطابع الأولي للتعامل معها. يشدد مظفريان على ضرورة التركيز على استراتيجيات فعالة تهدف إلى تقليل استهلاك المشروبات السكرية وتعزيز الوعي حول مخاطرها. من الضروري أيضًا النظر في السياسات العامة التي تحد من إنتاج وتوزيع المشروبات السكرية، بالإضافة إلى تشجيع الشركات على تقديم بدائل صحية. يمكن لهذه الجهود أن تساهم في تحسين الصحة العامة وتقليل العبء الذي تشكله هذه المشروبات على النظم الصحية في جميع أنحاء العالم.