تشير دراسة حديثة إلى أن نزيف الدورة الشهرية المفرط قد يكون له تأثير كبير على جودة حياة النساء، خاصة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. وجد الباحثون أن حوالي 33% من النساء يعانين من هذا النوع من النزيف خلال هذه الفترة الحرجة من حياتهن. الدراسة، التي نُشرت في مجلة "منو باوز"، أوضحت أن النزيف المفرط أو المطول يمكن أن يؤدي إلى شعور دائم بالتعب والإرهاق. كما أكدت أهمية البحث المستمر حول هذه الظاهرة لتوفير فهم أفضل لارتباطاتها بأعراض انقطاع الطمث الأخرى مثل اضطرابات النوم والمشكلات الإدراكية.

تفاصيل الدراسة وأبرز النتائج

في رحلة علمية ممتدة عبر عقد من الزمن، استعرض فريق من الباحثين بيانات صحية لمجموعة من 2329 امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و55 عامًا عند بدء الدراسة في فترة التسعينيات. تم تسجيل تفاصيل دقيقة عن أنماط الحيض لدى المشاركات باستخدام تقويم شهري خاص، حيث تم تصنيف النزيف المفرط بناءً على الحاجة لتغيير الفوط الصحية بشكل متكرر كل ساعة تقريبًا. وقد أظهرت النتائج أن النساء اللواتي تعرضن لنوبات متكررة من النزيف المفرط في الأشهر الستة الماضية كانت لديهن نسبة أعلى بكثير من الشعور بالإرهاق والتعب، مما يؤثر سلبًا على مستويات نشاطهن اليومي.

كما أشارت الدكتورة سيوبان هارلو، إحدى قائدات البحث، إلى وجود علاقة محتملة بين النزيف المفرط ونقص الحديد الذي يؤدي إلى فقر الدم، وهو أحد الأسباب الرئيسية للإرهاق المزمن. ومع ذلك، فإن الدراسة تدعو أيضًا إلى النظر في عوامل أخرى مثل اضطرابات النوم المرتبطة بهذه الحالة.

خلال السنوات العشر التي غطتها الدراسة، ركز الفريق على تقييم مدى تأثير النزيف على جوانب الحياة المختلفة للمشاركات. واستخدموا استبيانًا صحيًا شاملًا لقياس مستويات الحيوية والنشاط، وكشفت البيانات أن النساء الأكثر معاناة من النزيف المفرط يشعرن بانخفاض واضح في طاقتهن وحيويتهن.

مع تقدم النساء في السن وتغير مستويات الهرمونات لديهن، أصبح من الواضح أن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ليست مجرد فترة انتقالية بل هي مرحلة تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتقصي العلمي.

من جانبها، أضافت الدكتورة ستيفاني فوبيون أن هناك حاجة إلى أدوات تشخيصية أكثر دقة لتقييم هذه الحالات، مشيرة إلى أهمية تحسين العلاجات المتاحة مثل استخدام الأدوية المضادة للالتهابات أو الحبوب المنظمة للدورة الشهرية.

الإلهام المستفاد من هذه الدراسة

من منظور صحفي، يبدو أن هذه الدراسة تسلط الضوء على قضية مهمة غالبًا ما يتم تجاهلها بسبب الصمت الاجتماعي المحيط بها. يجب على النساء والمختصين الصحيين العمل معًا لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات فعّالة لإدارتها. كما أن التركيز على الوقاية من مضاعفات النزيف مثل فقر الدم يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة النساء خلال هذه المرحلة الحرجة من حياتهن.